Encyclopedia with a difference: ENCYCLOPEDIA OF LIFE SUPPORT SYSTEMS (EOLSS)

موسوعة النظم الداعمة للحياة

(موسوعة ذات خصائص متفردة)

تدل التنمية المستدامة على مفهوم تلبية احتياجات الإنسان من خلال تقدم اجتماعي واقتصادي وتقني  يحافظ على نظم وموارد الأرض الطبيعية . ويعتمد تقدم العالم المستدام على استمرار ذلك  التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتقني واستمرار تواجد الخدمات الطبيعية من البيئة . وهذا يستدعي المحافظة على موارد الأرض الطبيعية وعدم هدرها . فالتنمية المستدامة اصطلاح يرتبط عامة مع تحقيق تقدم اقتصادي تقني يحافظ على الرأسمال الطبيعي الذي يشمل الموارد الطبيعية والبيئية وهذا يتطلب تطوير مؤسسات مستنيرة وبنى تحتية وادارة ملائمة للمخاطر والتقلبات والنقص في المعرفة والمعلومات لتؤكد  المساواة في تقاسم الثروات بين  الأجيال المتعاقبة (intergenerational equity) وفي نفس الجيل(intragenerational equity) وذلك دعما للرأسمال الإنساني والمحافظة على قدرة نظم الأرض الطبيعية في خدمة استمرارية الحياة في الأرض .

ترتبط عدة قضايا مع الاستدامة  وأهمها ، الاستراتيجيات التي تأخذ بعين الاعتبار المخاطر والتقلبات والنقص في المعرفة والمعلومات ، الهادفة  إلى تحقيق التنمية المستدامة . وهذه القضايا مهمة في وقتنا الحاضر حيث نشهد توسعا كبيرا في المعلومات والقدرات على إدارة المعرفة والنظم التي تمكن من ذلك .

وموسوعة النظم الداعمة للحياة مورد يزود بهذه المعلومات وقاعدة معرفية من أجل  استدامة كل النظم الداعمة للحياة عالميا . فهي موجهة لكل فئات المجتمع الحكومية والصناعية والأكاديمية وما شابه . وموجهة بصفة خاصة لقطاع التعليم العالي حيث يؤمل ولادة قيادات قادرة على مواجهة ما هو ملح من القضايا المتعلقة بالاستدامة .

          ولما كانت الجامعات هي حاضنات قادة الغد والصفوة ومراكز تعليم الغالبية التي ستقوم بتطوير وادارة مؤسسات المجتمع ، فهي لذلك القطاع الذي يتحمل مسئولية جسيمة لزيادة الوعي والمعرفة والتقنيات والأدوات لخلق مستقبل مستدام . وقد أشار إلى ذلك إعلان تيلور الموقع 1990 من قادة عدة جامعات في العالم والذي ينوه بوضوح إلى أن الخريج من أي فرع سيحتاج إلى إلمام عميق وعملي بالاستدامة وبصورة  خاصة تلك المتعلقة بموضوع دراسته وجهوده .

          لقد شهدت القرون الثلاثة الأخيرة من الحضارة الصناعية ظاهرة نمو المؤسسات الإنسانية . ومن المؤسف إن هذا النمو ارتكز على فلسفة " السيادة على الطبيعة" المبنية على فرضية خاطئة وهي أن البيئة الطبيعة ملكا للإنسان والحقيقة إن الإنسان هو نتاجها . وقد نتج عن ذلك تطور علمي غير صحيح ، قاد في بعض المجالات وحتى  عن طريق البحث ، والدراسة ، والتدريب ، إلى تخصصات تشجع على التنافس في الاستغلال والهدر السريع لموارد الطبيعة إضافة إلى اعتقاد بعض الاقتصاديين بأن الموارد  الطبيعية لا تنفذ وان البيئة تستوعب التلوث على الدوام وبغير حدود.

          وفي هذا السباق المضطرد من اجل التطور والاستهلاك  لم يبق هنالك أي اعتبار لمصير الأجيال المقبلة الشيء الذي اصبح موضوع الاهتمام الرئيسي في إعلان الأمم المتحدة في ريو (الاجنذة 21 عام 1992) لأهميته و لما قد  يتسبب فيه من أخطار . وانطلقت الجهود لخلق التغيرات الضرورية لتطوير المعارف واستغلالها من اجل تحقيق السلام والعدل والحرية والمساواة والانسجام بين الأجيال في الحاضر والمستقبل في العالم .

 وفي مؤتمر الأمم المتحدة للعلوم الذي عقد في يودابست  عام 1999 تم الإعلان عن التزام جديد للعلم في القرن الواحد والعشرين والذي حدد إطارا عمليا يرتكز على المبدأ العام " العلم من اجل المعرفة ، والمعرفة من اجل التقدم والسلام والتطور." ويهدف هذا الاعلان إلى توجيه العلم والصناعة والموارد نحو تحقيق التنمية المستدامة .

أن المعرفة هي أساس كل حضارة . ولا يتحقق المجتمع المستدام بدون المعرفة العميقة الشاملة لكل الفروع المرتبطة بالتنمية المستدامة والتطور الحكيم والعادل في تطبيق المعرفة وتقاسمها  . ويحتاج المجتمع العالمي المستدام إلى ضمان العدالة لتكون تلك المعرفة متاحة للجميع .

و لا تكفي المعرفة العلمية وحدها . فعلى الرغم من أن العلم قد أوصل إلى التقدم الكبير والهائل في الصحة والاتصالات ، والزراعة ، والرفاهية المادية ، إلا أن هذا التقدم رافقته فجوة  تتسع بين الأغنياء والفقراء . وقد دعم العلم الحرب والسلم ، حيث أن معرفتنا بغاية وجودنا وبالخير والشر لا يمكن أن تأتى من العلم فقط بدون المعارف الأخرى بما فيها المعارف التقليدية(traditional) . وان تكامل مصادر المعرفة ضروري لخلق عالم مستدام مزدهر .

لقد بذلت اليونسكو جهدا كبيرا في هذا المجال . وقامت خلال قمة الأرض للتنمية المستدامه في جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا بتدشين اكبر منشور على شبكة الانترنيت مكرس للعناية بصيانة صحة ومستقبل شبكة الحياة على كوكب الأرض ، يركز على الروابط بين المواضيع المعقدة والمتعددة في العلوم الطبيعية والاجتماعية من خلال البحث في شؤون  الماء ، الطاقة ، الأرض ، الغذاء ، الزراعة ، البيئة ، التنوع الحيوي ، الصحة ، التعليم ، الثقافة ، الهندسة ، التقنيات ، الإدارة ، وتطور الأمن البيئي ليصبح حاملا للمعرفة التي تواكب حاضرنا .

          فموسوعة النظم الداعمة للحياة ، مكتبه ديناميكية مرئية ساهم فيها  ما يزيد عن 7000 من العلماء من ما يزيد عن 100 قطر، وقام بتحريرها مئات من الخبراء في موضوعاتهم ، وهي من اجل جمهور واسع للطلاب القبل الجامعيين والجامعيين  على حد سواء ، وللممارسين المحترفين ، والمتخصصين العارفين ، والباحثين ، ومحللي السياسات ، والمد راء ، وصناع القرار . هذا الأرشيف متوفر على الشبكة بالعنوان http:/ www. eloss.net  ويتم تحديثه ودعمه بالجديد شهريا تقريبا . و قد تم إنجاز %92 من حجم الموسوعة المتوقع والذي يهدف إلى أن تبلغ عدد كلماته 70مليون كلمة  .

وفي عصر تتبع فيه المنشورات الرئيسة سلوك العمل - بما هو - ساري أو معتاد(business-as-usual) ، تسلك هذه الموسوعة للنظم الداعمة للحياة سلوكا مغايرا . فالموسوعة تحاول أن تشق سبلا توصل بين فروع المعارف لتبين اعتمادها على بعضها البعض وتساعد في تقوية الوجهات عبر الفروع(transdisciplinary) للعلاقة بين الطبيعة والمجتمع الإنساني . فهي موقع  تقف عليه  المعارف التقليدية معتمدة على نفسها جنبا إلى جنب مع فروع المعرفة الأخرى للوصول معا إلى أجوبة ذات معنى لبعض الأسئلة المعقدة التي تواجهنا في الوقت الراهن . مثال ذلك فإن هنالك الكثير من الرياضيات بحسب أصولها(formal mathematics) مستقلة بحد ذاتها وفي نفس الوقت لها تطبيقات في قضايا الاستدامة الهامة ، فهي تلهم التفكير الذي يربط الطبيعة مع الإنسان في مسرح يظهر التكامل .

          إن موسوعة النظم الداعمة للحياة تتوفر بدون مقابل مادي أو قيمة اشتراك للجامعات الموجودة في قائمة الأمم المتحدة للدول الأقل نموا وللأفراد المعاقين في العالم . كما تحظى الجماعات في الدول المتقدمة بتخفيض مناسب ، وهي متوفرة أيضا للآخرين بقيمة اشتراك اسمي .

لقد نتجت موسوعة النظم الداعمة للحياة عن مجهود عالمي غير مسبوق أستغرق عقدا من التخطيط . ولم تحاول أي من المنشورات السابقة تغطية كل الوجهات المتعلقة بالتنمية المستدامة . فالموسوعة فريدة في اختبارها الشامل للمهددات التي تجابه النظم الداعمة للحياة في منابعها وأصولها ، كمحيطات العالم ، الغابات ، دورة المياه ، نظم الطقس والنظم الاجتماعية . فمن الواضح إن النظام الصناعي المعقد تنظيميا وتقنيا يحتاج إلى أن يكون محركا للاستدامة وليس محركا للقوى المدمرة للبيئة والمهددات بعيدة المدى(long-term) لبقاء الإنسان . ولبناء مجتمع مستدام لأطفالنا في المستقبل - فإن التحدي الكبير في وقتنا الراهن - هو حاجتنا الأساسية لإعادة تصميم تقنياتنا ومؤسساتنا الاجتماعية . وهذا يعني أن تخضع المنظمات لتغيرات أساسية من اجل التأقلم على أرضية جديدة للأعمال ولتصبح  مستدامة بيئيا . 

تختلف موسوعة النظم الداعمة للحياة عن أي موسوعة تقليدية ، فقد كانت نتيجة لجهد ليس له مثيل حاول أن يبني سبلا بين الأنظمة توجة نحو المشاكل المعاصرة ... وهي مورد للمعلومات يربط بين اهتماماتنا من أجل السلام والتقدم والتنمية المستدامة ، وتستمد الموسوعة زادها من قواعد السلوك والعلوم ، وثقافة السلام . وفي نفس الوقت هي منشور ذو رؤيا تقدمية صممت كدليل عالمي للممارسة المهنية والتعليم  ولرفيع الشعور الاجتماعي لمجابهة القضايا الحرجة ولدعم الحياة . وبشكل خاص ، فإن الموسوعة تقدم طروحات من مناطق وثقافات من كل العالم تسعى إلى تجنب التحيز الجغرافي ، العرقي ، الثقافي ، السياسي ، النوعي ، الجنسي ، العمري أوالديني  .

المدير العام لليونسكو            كيوشيرو ماتسورا       

 

تقدم مساهمات الموسوعة تفسيرا متريثا يوضح  كيفية تطبيق العلوم المجردة ، كالرياضيات ، لتقدير كمية  التلوث البيئي ولتخمين نماذج استهلاك الغذاء ،إذ أن الحلول التقنية وحدها لا تكفي لمجابهة الأزمة البيئية السائدة . لذلك فإن موسوعة النظم الداعمة للحياة  تغطى مجالا واسعا ومتنوعا للوجهات الاجتماعية ، كحقوق الإنسان ، الفقر سيكولوجية الإنسان(psychology) وتاريخه الطبيعي(anthropology) .

 

تهدف موسوعة النظم الداعمة للحياة لتكوين قاعدة معرفية ثابته لنشاطات المستقبل من أجل أطاله عمر الحياة الإنسانية في بيئة رحبة .

الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء                  ريتشارد  ر.ايرنست

 

تشمل تخصصات الخبراء الذين قادوا المساهمات لهذا المنشور الحديث مجالات متنوعة كعلوم الطبيعة (مثال الكيمياء والأحياء)، والعلوم الاجتماعية (مثال التاريخ ، الاقتصاد ، القانون ، علم النفس) والإنسانيات ، والهندسة ، والتقنية .

فموسوعة النظم الداعمة للحياة تعالج المواضيع بين فروع(interdisciplinary) المعرفة مثل علوم الأرض والطقس ، والبيئة ، والاقتصاد ، وفي ذات الوقت تطرح  المقاربات الفعاله لإدارة الموارد الطبيعية مثل الطاقة المتجددة ، وغير المتجددة ، التنوع الحيوي ، والزراعة . وهذه المقاربة التي تتبناها الموسوعة  تعد حرجة وضروريه   لإدارة شؤون الحياة في الأرض .

 

موسوعة النظم الداعمة للحياة ليست فقط مناسبة بل تتسم بمخيلة واسعة وهي في علمي فريدة . حيث أن الكثير مما يمكن كتابته عن الطاقة مثلا ، وعن قاعدة معرفية واسعة المجال موجود في موسوعات رئيسيه - ولكن - وكما افهم رؤيتكم - لم تجعل أي من تلك الموسوعات موضوع  فكرتها الأساسية يدور حول الإنسانية المغروسة في الطبيعة   -المحدد - الذي يدفعها لا يجاد الوسائل لا قامة علاقة معها مؤسسة على الفهم والاحترام .

 الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء        ليون  م . ليدرمان   

 

المعرفة ديناميكية . فهي تنمو وتتسع تبعا لحاجة المجتمع الإنساني . ولاغرو فقد تم في الماضي تصنيف الحضارات المختلفة تناسبا مع مجموع ألأفكار التي تشكل  الثقافة (cultural paradigms)  الخاصة بعصرها

 

إن التقنية الايكولوجية (Ecotechnology) التي تتضمن خليطا مناسبا من الصناعات التقليدية والوعي البيئي من الماضي مع التقنيات المتقدمة مثل التقنية الحيوية ، والتقنية المعلوماتية ، وتقنية الفضاء ، والمواد الجديدة ، وتقنية الطاقة المتجددة ، وتقنية الإدارة ، يمكن أن تساعدنا في ترقية التنمية المستدامة عالميا خالقة انسجاما بين الجنس البشري والطبيعة من ناحية والتحمل وحب التنوع في المجتمعات الإنسانية من ناحية أخرى . ولكنا نحتاج إلى زحزحة الصناعة ، والسياسة العامة : وهذا هو التحدي الذي يجب أن تواجهه موسوعة النظم الداعمة للحياة

 الحائز الأول على جائزة الغذاء العالمية           م . س . سوميناتان 

 

إن محط التركيز والمساحة التي تتطلب بحثا اكثر هي العلاقة بين الإنسان والطبيعة . فالمعرفة هي التي  يجب أن تقودنا في هذا المجهود ، كما يمكن للتاريخ أن يعلمنا دروسا هاما للتعايش مع البيئة . وحتى الآن فإن التعليم وأجهزه الإعلام قد نجحا فقط في خلق  ثقافة تتسم بالتعبير عن مصالح ضيقة ، وبعدم التسامح والعنف ، حيث تغرق البشرية  في عبثها بالبيئة الطبيعية الشيء الذي قد يسبب ويؤدى إلى فنائها .

 

يجب أن يكون هنالك تغييرا أساسيا في التعليم يخلق الرغبة في حماية البيئة واحترام كرامة الإنسان اللذين يدعمان بعضهما البعض . يجب أن نبني على الأحسن من ثقافتنا لغرس سلوك جديد نحو نوعية استدامة الحياة في الأرض .

          لذا فإن محتوى الموسوعة المعرفي قد تم استيحائه من رؤية تشمل مجموعة الأفكار التالية : أن تكون العلوم في خدمة الإنسانية عامة ويجب أن تساهم في إعطاء كل فرد فهما اعمق للطبيعة وللمجتمع ،  ولنوعية افضل للحياة ، ولخلق بيئة صالحة     للأجيال في الحاضر والمستقبل متمثلا في قوله تعالى "ولا تطيعوا أمرا المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون" صدق الله العظيم .

 

 إن السعي في طلب المعرفة والحقيقة يسبق اعتباراتنا الحالية لما يجب أن تكون عليه الطبيعة والحياة أو العالم ، لأن رؤيتنا محدودة . وإن تقييم قواعد السلوك وقوانين العدالة تغير وسيتغير مع الوقت ويتأقلم . فالقانون وضع من أجل الإنسان وليس العكس وإن لم يكن مناسبا فلنغيره - ويعتقد البعض إنها غطرسة أن نحاول تغيير الطبيعة ، وغطرسة أن نعتقد بأننا في درجة الكمال كما نحن الآن .  فاتخاذ كل الحذر- على الرغم من الأخطار التي يمكن أن تعترض - والتفكير بعمق في كل خطوة ، واجب على الإنسانية وهي مستمرة في مسارها ، فليس لنا الحق في إطفاء أنوار المستقبل بل يجب علينا أن نعبر الطريق من شجرة المعرفة إلى التحكم في غايتنا .

الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء          جين - ماري لين   

         

          لقد صممت الموسوعة لتكون مرشدا ومرجعا لقطاع واسع من القراء من العلماء في العلوم الطبيعية والاجتماعية والمهندسين ، والاقتصاديين ، والمعلمين ،و طلاب الجامعات ، والأساتذة ، والمحافظين على  سلامة البيئة ، والتجار ، وصناع القرار ، والمشرعين . فليس الهدف أن تقدم الموسوعة معلومات خام بل أن تكون  خبيرا مستشارا ، حيث تنقسم الفصول إلى مستويات من التخصصات لتغطي احتياجات مختلف الشرائح من القراء عامة وخاصة .

فعامة القراء قد يلجئون إلى موسوعة النظم الداعمة للحياة طلبا  للملخصات في موضوع الطاقة مثلا ،  كما قد يركز طلاب الجامعة على الشروحات أو المبادئ النظرية للطاقة في حين يلتفت صانعوا القرار إلى منظور المستقبل وما يتطلب من توصيات .

          "إن أقيم آمالنا في مستقبل السلام والأمن يعتمد على تقوية التعاون العالمي لحماية شبكة النظم الداعمة للحياة التي نقوم - ومن سخرية القدر - بتدميرها باستمرار . نحن نتقاسم كوكبا واحدا مع الأجيال القادمة - ولا نملك جميعنا مكانا آخر نتجه إليه" كما قال السيد / مصطفي كمال طلبة المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومحرر ( عالمنا الهش : التحديات والفرص من أجل التنمية المستدامة - الذي صدر في مجلدين عام 2001 كمقدمة للموسوعة احتوت على 2300 صفحة) . وقال أيضا : " نأمل أن تعطي الموسوعة الزخم بدعم المعرفة لتتمكن الإنسانية من اختيار الاتجاه الصحيح للتحرك نحو تحقيق التنمية المستدامة" .

قد تم اختيار مواضيع الموسوعة تحت رعاية اليونسكو وتشرف على تنفيذ مشروع الموسوعة لجنة مشتركة من اليونسكو والموسوعة (UNESCO-EOLSS)  ويقوم بالنشر (Eolss Publishers) في Oxford، المملكة المتحدة . ولقد اعتمدت الموسوعة على استشارات متنوعة ومتعددة من جميع أنحاء العالم ، واعتمدت إلى حد كبير على نصائح علمية وفكرية من هيئة تحرير عالمية مؤلفة من حوالي 1000 عالم بينهم حائزين على جائزة نوبل وجوائز عالمية أخرى ، كما بينهم أعضاء أكاديميات للعلوم ، والهندسة من مختلف أنحاء العالم .

 

موسوعة النظم الداعمة للحياة تعني بتلك النظم الكثيرة التعقيد -- ويجب أن نفكر فيها على أساس أنها نظم فرعيه وطيدة الصلة ببعضها البعض وكأجزاء  من نظام كوكب الأرض --- فرؤية القرارات الرشيدة ستكون اقرب حدوثا إذا أمكن ربط النمذجه الطبيعية بالنماذج الاقتصادية ، والمالية ، والعوامل الإنسانية .

الحائز على جائزة اليابان في الرياضيات التطبيقية             ج . ل . لبنس     

         

ويقوم فريق من الخبراء شهريا بالإضافة إلى الأجزاء المختلفة للموسوعة الموجودة على شبكة الانترنيت مما يجعل من الموسوعة " مكتبة حية وموقعا ديناميكيا (dynamic) وليست مجرد منشور ورقي"  حسب قول السيد / مصطفى الطيب سكرتير عام الجنة المشتركة (UNESCO-EOLSS) . " إن معظم مشاريع الأمم المتحدة من هذا الحجم تعتمد على استشارة ممثلي دول ، ولكن الموسوعة اعتمد ت مباشرة على الجماعات العلمية الفاعلة " كما قال أندريه سولوسي ناجي عضو اللجنة المشتركة (UNESCO-EOLSS) ومدير برنامج علم المياه في اليونسكو .

ومند عام 1996 اجتمع آلاف من العلماء والمهندسين ، وصناع القرار كي يعرفوا الأبعاد المعرفية لهذا المشروع قبل أن تتم كتابة المواضيع ، كما عقدت اجتماعات عملية إقليمية في واشنطن ، وطوكيو ، وموسكو ، ومكسيكو ، وبكين ، وبنما ، وأبو سلطان (مصر) وكوالالامبور لإنشاء شجرة معرفية تأخذ في الاعتبار المعارف من كل أنحاء العالم   . وذكر سولوسي ناجي " لقد عملنا من البداية على أن لا تسيطر مدرسة فكرية واحدة على القاعدة الفكرية للموسوعة ، وهذا التوجه الديمقراطي ظل سائدا  في كل خطوة لتطوير الموسوعة . ومع وجود آلاف من العلماء من أكثر من 100 دولة عمل المحررون على وضع آلية منظمة تؤكد على أن تكون المواضيع ممثله  للتنوع الثقافي الإنساني ومجالاته المتنوعة" .

 

 تتآلف الموسوعة البيئية (EOLSS) من مجموعة متكاملة من 17 موسوعة هي :

1- علوم الأرض والجو

2- العلوم الرياضية

3- علوم الحياة وعلم وظائف الأعضاء

4- علوم الطب والصحة

5- العلوم الاجتماعية والإنسانية

6- العلوم الفيزيائية والهندسية والصناعة

7- العلوم الكيميائية والهندسية والصناعية

8- علوم المياه والهندسة والصناعة

9- علوم الطاقة والهندسة والصناعة

10- علوم البيئة وتفاعلها مع الإنسان وإدارتها

11- علوم الغذاء والزراعة والهندسة

12- الموارد الإنسانية وأدارتها

13- الموارد الطبيعية وأدارتها

14- التطور الموارد الاقتصادية  

15- الموارد المؤسساتية والبني التحتية

16- الموارد الصناعية والمعلوماتية وإدارة النظم

17- مقالات إقليمية في التنمية المستدامة .

شكل سكان الأرض وتطورهم عبر العصور واقعا لاعتبار معالجة جميع مشاكل الأرض، فاصبح من المعقول البدء بمناقشة النمو السكاني(كموضوع مستقل) ...  وحينئذ نواجه بمشكلة بينية(لأن النمو السكاني متعدد الارتباطات) في محاولة وصف مجمل الخبرة الإنسانية من أصل بدايتها . وإذا فمن غير هذا المنظور(الشمولي) فليس من الممكن التقييم الموضوعي لما يحدث ، وتقديم نظرة موضوعية عن حالة التقدم في الحاضر والتحديات التي تواجه الإنسانية .

الحائز على جائزة كالينجا من اليونسكو           س . ب . كابيتزا

 

إن الموسوعة بحجمها وكمال وتكامل موضوعاتها تدعم بامتياز قدرات البحث ، مما يسهل استخدامها لاعداد تقارير معتمدة في مواضيع مختلفة أولتاسيس كل معرفي متكامل لموضوع معين من كل شاسع يعني بالتنمية المستدامة من الكم المعرفي الكبير الذي يدعم الاستدامة وكافة المعلومات اللازمة التي تدعم منظورها  .

إن عرض الموسوعة الخالي من المبالغة يأسر ويجذب التفكير المنطقي ويدعم عمليات صنع القرار ، كما أن التقدم التكنولوجي هو الذي جعل هذا الكم المعرفي الهائل من المعلومات المنظمة التي خضعت موادها للتحكيم ،  متاحا في كل أنحاء العالم بلمسة زر .

ويمكن الإطلاع بالمجان (لفترة محدودة) على محتويات الموسوعة بالموقع https://www.eolss.net